رغـم مـرور أزيـد مـن 60 سـنة عـى تأسيسـه وانطلاق أولى عملياتـه، يبقـى جيـش التحريـر المغـربي مثيـرا للجـدل وغامضـا، لا مـن حيـث ظـر...
رغـم مـرور أزيـد مـن 60 سـنة عـى تأسيسـه وانطلاق أولى عملياتـه، يبقـى جيـش التحريـر المغـربي مثيـرا للجـدل وغامضـا، لا مـن حيـث ظـروف تأسيسـه ولا مـن حيـث أسـباب انكسـاراته.
غيـر أن حـادث اغتيـال عبـاس المسـاعدي، أبرز مؤسـي جيـش التحريـر وقادته، يبقــى الحــادث الأهــم والأبــرز. ورغــم أهميتــه البالغــة، بقيــت العديــد مــن فصـول هـذا الحـادث طـي الكتـمان وعرضـة لتضـارب الروايـات والشـهادات حـول منفـذي هـذه الجريمة سـواء المباشريـن أو غـير المباشريـن.
هــذا الحــدث الــذي لا زال يرخــي بظلاله عـلى مغــرب مــا بعــد 1956، أي ســنة الإسـتقلال الشــكلي بتعبـير الأميـر محمــد بــن عبــد الكريــم الخطــابي، يبقـى موضوعـا غنيـا للبحـث والتقصي كونـه شـكل منعطفـا حاسما في تاريـخ المقاومــة المســلحة وجيــش التحريــر.
كــا أنــه جســد أهــم تجليــات الـصراع مــن أجــل الإسـتقلال الــذي دار بيـن خياري المقاومــة المسـلحة في شـخص جيـش التحريــر وخيـار المفاوضـات والعمـل السـياسي في شـخص حـزب الإسـتقلال وقياداتـه آنـذاك، هـذا الصـراع الــذي احتــد قبيــل المفاوضــات التــي كانــت مــع المســتعمر الفرنسي لينتهـي باغتيـال رمـوز الخيـار الأول وتعذيبهـم في مراكـز كانـت تحـت إشراف قيـادات الخيـار الثـاني.
مـن هـذا المنطلـق يسـعى الباحـث مصطفـى بريـش أسـملال وفي مغامـرة لا تخلـو مـن الصعوبـات إلى الوقـوف عنـد مختلـف الروايـات والشـهادات حـول حـادث اغتيـال عبـاس المسـاعدي، أسـبابه وتداعياتـه وسبـر كل هـذه الروايـات تحـت مجهـر التحليـل العلمـي والتحقـق مـن صدقيتهـا وسرد التناقضـات التـي تشـوب بعضهـا مـع مصـادر أخـرى.
غـيـر أن هــذه المهمــة، تبقــى غـيـر كاملــة باعتـراف الباحــث ولا تخلــو مــن نواقــص، في انتظــار أن تنجلـي باقــي الحقائــق المخفيــة.
من الغلاف الأخير للكتاب
غلاف الكتاب
العنوان: عباس لمساعدي - حكاية ثورة موؤودة
المؤلف: مصطفى بريش أسملال
الناشر: موقع أوال 24
سنة النشر: 2017
تعليقات