إن قراءة التاريخ ومعرفة ما جرى في فترات سابقة، خطوة ضرورية لفهم الواقع واستشراف المستقبل. غير أن مفهوم التاريخ يبقى محط جدل وموضوعا للتساؤل ...
فتاريخ المغرب لم يبتدئ منذ 12 قرنا، مع دخول إدريس الأول أو مع مجيء الإسلام! بل هو تاريخ ضارب في القدم، قدم وجود الإنسان في شمال إفريقيا «ثامازغا ». إنه تاريخ يمتد لأزيد من 33 قرنا كان ولا زال فيها إيمازيغن هم الأساس.
إن المتأمل لتاريخ إيمازيغن لن يجد له عنوان آخر غير تاريخ المقاومة، مقاومة الأطماع الإستعمارية والتوسعية التي رأت في ثامازغا مصدرا للروة والإغتناء. فبداية بيوغرطة ومواجهته لأطماع الرومان مرورا بكسيلة وديهيا وحرب الأرض المحروقة ضدا عى أطماع العرب الغزاة وصولا إلى ملحمة أنوال بقيادة الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي وقبلها مقاومة الشريف أمزيان ثم معارك إيمازيغن بالأطلس تحت قيادة عسو أوبسام وموحا أوحمو الزياني ضد الإستعمار الإسباني والفرنسي ثم بعد ذلك يأتي دور جيش التحرير تحت قيادة عباس المساعدي، الصنهاجي، بونعيلات وآخرون لاستكمال المشروع التحرري الذي دشنه مولاي موحند مرة أخرى من منفاه.
هذا المشروع الذي كتب له عدم النجاح لأسباب متعددة يدرسها الباحث مصطفى أسملال الذي غامر وخاض غمار البحث في هذا الموضوع الذي لا زال مثيرا للجدل ويعاني من الحصار وإكراهات عديدة يسردها الباحث في المحور الأول ثم ينتقل بعد ذلك لتحليل كرونولوجيا نشأة هذه التجربة وسياقاتها المتعددة، وصولا إلى التقاطبات السياسية والمؤامرات التي اعترضت طريقها.
تعليقات